الوصف
في الوقت الذي دانت الأرض للغرب الكافر، وأصبحت دوله هي محورَ العالم والمهيمنة عليه، في الوقت الذي استدار فيه أعداء الإسلام ليثأروا منا لمن قتله آباؤنا المجاهدون المسلمون على أرضنا الطيبة منذ قرون، في الوقت الذي خفتت فيه أصوات المسلمين، وضاعت فيه صيحاتهم، ووهنت فيه قواهم، حتى أيس كثير من الناس ورضوا بهوان أهل الكفر! فاستسلموا لهذه الإرادات الأممية العالمية وصاروا أسراها بل -أحيانا– وجندا من جنودها. وصارت طائفة أخرى –هي الأقل– تنادى يا غوثاه !! كيف السبيل؟ وما النجاة؟ وما هو المخرج مما نحن فيه الآن؟ كيف نسترد ملكنا السليب؟ وكيف نملك مجدنا التليد؟ بل كيف نعيش حياة السعادة؟ ما النجاة؟! ما النجاة ؟! في هذا الوقت العصيب، وفي هذه الفتنة الصلعاء، وفي هاكم الظلمة المسدلة، تأتى سورة “الصف” لتزن الأقوال والأعمال، ولترسم منهاج الحياة للمسلم وسبيل النجاة له، تأتى لتقيم له التوازن المفقود بين الدين والدنيا والحياة والآخرة، لقد جسدت هذه السورة التصورات والأفكار والأطروحات الإسلامية التي كان عليها سلفنا الأول زمن النبي ﷺ وزمن صحابته والتابعين الكرام. ما أحوجنا إلى هذه السورة المباركة فهما وتدبرا، درسا وتطبيقا؛ لنرقى بعدئذ في درجات العز الدنيوي، والمجد الأخروي الأبدي، والرضا الدائم الرباني.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.