آدم وحواء الخليفة وسكنه

الوصف

لماذا لم تسجد الملائكة لحواء؟ ولماذا تم إعفاؤها من حضور هذا الحفل البهيج؟ ولماذا دارت كل أحداث الاستخلاف في وقت لم تخلق فيه حواء بعد؟
ماذا تخفي هذه الإشارة من معاني، وماذا يترتب على هذا اﻹعفاء من إعفاءات في المهام التي ستتناسب والدور الفطري لحواء، وما هيأها به الخالق الحكيم من صفات خاصة تجعل منها كائنا مختلفا عن الرجل في صفاته وأهدافه واستعداداته وآماله، وأيضا في تكاليفه الشرعية
إن هذا الكتاب يناقش فلسفة اﻹسلام في تشريعه ﻷحكام المرأة والرجل والزواج وما فضل به الخالق الحكيم بعضهم على بعض، في قوله تعالى ﴿الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض﴾ وقوله تعالى ﴿ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بضع﴾ حيث يمكن ـ إن صحت فرضيات هذا الكتاب ـ أن نجيب عن كثير من الاعتراضات التي يوجهها أعداء اﻹسلام إلى الشريعة، ويشغبون بها على الأحكام، ويحدثون بها شكوكا عند المؤمنين، وينسبون بها النقص إلى أحكام رب العالمين، حيث يصبح تفضيل الرجل بالاستخلاف وأبعاده التشريعية تفضيلا تحيزياً حاشا لله، بينما يفترض الكتاب أن هذا التفضيل التكليفي قد بني على صفات خاصة جعلته من باب ﴿إن الله اصطفاه عليكم وزاده بصطة في العلم والجسم﴾ [البقرة٢٤٧] فيصير تفاضلا تكامليا لا تنافسيا، وتتضح دائرة المسؤولية بين الرجل والمرأة عبر مبدأ التساخر الذي جعله الله عز وجل أساس التخادم الذي هو أساس دورة الحياة، قال تعالى ﴿نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون﴾ [الزخرف٣٢] إن كثيرا من المسائل التي يطرحها هذا الكتاب تجيب عن معضلة لم تكن موجودة في العصور السابقة، ولذلك فإن هذه الإشكاليات هي نوازل فكرية يجد الكاتب فيها نفسه أمام تساؤلات لم تطرح على من

سبقنا، لذلك تبقى هذه المحاولة في حاجة لمزيد من البحث والنظر لتكون في مستوى الخطاب النسوي العالمي وصنوه النسوي الإسلامي، الذي يعتبر نقضُه من أولى أوليات هذا الكتاب، وذلك عبر تأصيل مفهوم الخليفة وسكنه، الذي يقسم الحياة بين الرجل والمرأة على أساس الاختلاف الأساسي بين دور الخليفة الذي أعلن الله للملائكة خلافته بقوله تعالى ﴿إني جاعل في الأرض خليفة﴾ [البقرة 30] وبين حواء التي أخبرنا الله عن علة إيجادها بقوله ﴿وجعل منها زوجها ليسكن إليها﴾[الأعراف189] فكان الكتاب كله في تقريب هذين المعنيين، وتوضيح هاتين اﻵيتين، وتحويلهما إلى نسق تفسيري يساعدنا على فهم كل الفوارق التي نجدها في نمط عيش الرجل، وفي نمط عيش المرأة، وفي الأحكام التي ترتبت على هذه الفوارق
لقد أردت من هذا الكتاب الرجوع إلى أصل المسألة لفهم فلسفة الإسلام في أحكامه الشرعية التي فاضل فيها بين المرأة والرجل من أجل أن تعود المرأة إلى خدرها وترجع إليها أنوثتها، وتضع عن نفسها عباءة الرجل المثقلة بهموم الرزق وشقاء العمل، وتتصالح مع أمر الله لها الأزلي ﴿وقرن في بيوتكن﴾ [الأحزاب33] لينتظم شمل الأسرة من جديد
سبقنا، لذلك تبقى هذه المحاولة في حاجة لمزيد من البحث والنظر لتكون في مستوى الخطاب النسوي العالمي وصنوه النسوي الإسلامي، الذي يعتبر نقضُه من أولى أوليات هذا الكتاب، وذلك عبر تأصيل مفهوم الخليفة وسكنه، الذي يقسم الحياة بين الرجل والمرأة على أساس الاختلاف الأساسي بين دور الخليفة الذي أعلن الله للملائكة خلافته بقوله تعالى ﴿إني جاعل في الأرض خليفة﴾ [البقرة ٣٠] وبين حواء التي أخبرنا الله عن علة إيجادها بقوله ﴿وجعل منها زوجها ليسكن إليها﴾[الأعراف١٨٩] فكان الكتاب كله في تقريب هذين المعنيين، وتوضيح هاتين اﻵيتين، وتحويلهما إلى نسق تفسيري يساعدنا على فهم كل الفوارق التي نجدها في نمط عيش الرجل، وفي نمط عيش المرأة، وفي الأحكام التي ترتبت على هذه الفوارق
لقد أردت من هذا الكتاب الرجوع إلى أصل المسألة لفهم فلسفة الإسلام في أحكامه الشرعية التي فاضل فيها بين المرأة والرجل من أجل أن تعود المرأة إلى خدرها وترجع إليها أنوثتها، وتضع عن نفسها عباءة الرجل المثقلة بهموم الرزق وشقاء العمل، وتتصالح مع أمر الله لها الأزلي ﴿وقرن في بيوتكن﴾ [الأحزاب٣٣] لينتظم شمل الأسرة من جديد.