الوصف
لقد ظن البعض أن السلفية منهجٌ محدثٌ، ومذهب مبتدع، وأن الذي قام عليه ابن تيمية، ومن بعده كان ابن عبد الوهاب –رحمهما الله-، ولم يعلم هؤلاء أن “السلفية” لفظا ومعنى اسما ودلالة ظاهرا وجوهرا: كانت لصيقة الصلة بالوجود الإسلامي الصافي والفهم الشرعي النقي!! أيضا: هناك من ذهب إلى أن “الدعوة السلفية” فكرة طائرة كالأفكار التي تغدو وتروح، رَوَّج لها البعض في ظروف وسياقات تاريخية معينة، وعبروا عن ذلك بأنها “مرحلة تاريخية”! لكن غاب عن هؤلاء أن المرحلة تنتهي، أما “الدعوة السلفية” فلم تنته؛ لأنها نفس الأمة وروحها، وهي الدين في نقاوته وطهارته من غير شوب أو زغل…هذه اتجاهات بعض القوم قَبْل أن نسقط في بلاء وبيل، هو بلاء أدعياء السلفية الذين خلطوا الدعوة بالحزبية، والاتباع بالابتداع، والاستنباط المستقيم بالتأويل الساقط الوخيم، وسماحة السلفية بعَطَنِ العصبية الشخصية، والشريعة الحنيفية الغراء بالظنون والأوهام والأهواء، فلك الله من دعوة مظلومة على أيدي هؤلاء الأدعياء!! إن الدعوة السلفية: منهج الأنبياء، وهي ضمير الأمة وروحها إنها أمل الأمة في إرجاع كل ما هو سليب (مادة ومعنى)، إنها الصراط المستقيم، إنها الفهم الصحيح للإسلام، رحابة واتساعا ورحمة وأخلاقا وعقيدة وأفعالا، إنها إرث الأمة المبتغى المحافظة عليه، لا ترتبط بأحد، ولا أحدَ قَيِّمٌ عليها، فكل أهل السنة –ما لم يزيغوا- سلفيون، ليس لأرباب “الدعوة السلفية” شارة ولا هيئة ولا حزب، إنما هم سواد المسلمين في كل ما هو صحيح لم يخلط بشوب، ولاؤهم وبراؤهم وحبهم وبغضهم وعطاؤهم ومنعهم وإقبالهم وإدبارهم وكل ما يعالجونه في شؤون حياتهم: لله وفي الله. إن هذا المكتوب بين أيديكم –أيها الأحبة- محاولة مخلصة لتبصير الناس بحقيقة “الدعوة السلفية”.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.